إن الوطن لم يأت بالصدفة وليس رهناً للظروف، ولكنه رهن الإنسان ومواقفه وما يبذله من جهد واخلاص وتفان في عمله، ومن أجله يبذل الغالي والرخيص، إن الوطن الذي بناه الاجداد بسواعدهم وفي ظل ظروف صعبة وقاسية، لم ولن نفرط به، كلنا نحلم بأوطان مزدهرة وآمنه وفاعله، تحترم الإنسان والإنسانية !!*
*▪️لقد طال الإصلاح في وطننا وإنتظرناه طويلاً، وأصبح مطلباً ضرورياً وليس ترفاً إجتماعياً، وخاصة قد أستشرى الفساد فيه، وأفرزت الحرب الآن فيه بؤساً جديداً، منها أزدياد حالات الفقر و أعداد اللاجئين، وزادت الكوارث والأزمات، وزادت آلام الناس وأوجاعهم، لهذا نريد وطناً تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية التي تكفل المساواة الكاملة في الحقوق لكافة أبناء الشعب بدون تمييزً، وتضمن لهم الشراكة والتعبير بكامل حرّيتهم، وشعورهم بالعدالة الاجتماعية، وعدم التمييز بين الرجل والمرأة، وطن لا مكان فيه للبطالة، أو العيش على التسول، ويضمن الحقوق الأساسية للمواطنين من عمل وتعليم، وصحّة، وضمان اجتماعي وغيرها، بحيث لايشعر المواطنين بأنهم رعايا أو عمال سخرة، فيفقدوا الإحساس بالولاء والانتماء للوطن، فيكثر الفساد والفاسدين، والاعتداء على المال العام !!*
*▪️نريد وطناً يحكم فيه الدستور والقانون، وليس للأعراف القبلية والأجهزة الأمنية خارج نطاق القانون، التي تمتهن كرامة المواطن والقيم الإنسانية النبيلة، يحترم شعبه ولا يقمعه، وزرائه مستقلون ومهنيون ومتخصصون وأصحاب خبرة يسهرون على رقى الوطن وخدمة المواطن، وليس لخدمة أحزابهم، ويتفانوا في راحته والحد من مشكلاته، ولا يستغلوا مناصبهم لتوظيف عائلاتهم وأصدقائهم، ويكون من السهل مساءلتهم تحت قانون من أين لك هذا؟؟ ومن ثم محاسبتهم إذا أخطئوا أو سرقوا !!*
*▪️نريد وطناً يبنى على العلم والمعرفة والتكنولوجيا، ولا يبنى على الواسطة أو المحاصصة، يبنى على أسس سليمة تساهم في بناء المواطن الإنسان الملئ بالشعور بالواجب الوطني قبل أن يفكر بالحقوق الشخصية والعائلية، وهذا سيقودنا إلى نهضة أقتصادية وعلمية وسياسية وصحية ووطنية وإنسانية ستساهم في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره !!*
*▪️نريد وطناً يشعر أبنائه بروح الإنتماء والولاء والإخلاص في العمل دون الشعور بعطية او بإحسان أو الرقابة من أحد لشعورهم بان الوطن للجميع، وهذا سيساعد على إعادة نشر القيم النبيلة التي تزرع المحبة والتسامح في العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد دون كره او ضغينة او حقد، ولا نريد وطناً يجيز التخوين والإلغاء والأنفراد فيه، وإلاقصاء لمجرد أختلاف الرأي ويصادر الحقّوق، أو وطناً يعتبر الشتائم والإهانة فيه عملاً وطنياً، ويعيش شعبه تحت وطأة الخوف والرعب والأختفاء والسجون السرية !!*
*▪️نريد وطناً يملك إعلاماً مهنياً ونزيهاً يعمل على خدمة وطنه، ويمثل كل أنواع الطيف الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي، ويبتعد عن الكذب والتحريض وتشويه الحقيقة ويلتزم برسالته النبيلة، حرية الأعلام فيه هي نقل صور الواقع دون تزييف وإيصال الخبر بموضوعية، ويرسخ الثقافة المدنية لان الكلمة تصنع فكراً، وهذا الفكر يجب أن نسعى إليه ويكون مركز إهتمامنا الذي نريده، إيماناً منا بأن الإنتماء الوطني هو جزء من عقيدة راسخة في عقولنا وقلوبنا !!*
*▪️نريد وطناً يمتلك جيشاً وطنياً من كافة أبنائه، ولائه للوطن، أساسه العلم والمعرفة، ولا نريد جيشاً تتقاسمه المليشيات المتناحرة، أو جيشاً مناطقياً، هدفه الأساسي والسامي من تكوينه حماية كل شبر من أراضيه البرية والبحرية والجوية !!*
*▪️نريد وطناً يكتشف نفسه ويتعرف على ثرواته وإمكاناته المادية في سواحله الطويلة الغنية ووديانه الواسعة الخضراء وأرضه الممتلئة بالخيرات، وطن تسوده العدالة الاجتماعية فلا غنى فاحش ولا فقر ولا فقراء، وطن القبيلة فيه خلية من خلايا المجتمع المدني لا دولة داخل الدولة، وطن لا مكان فيه للأيدي العاطلة والعابثة أو العائشة على التسول والابتزاز، ووطن كهذا ليس مستحيل الوجود ولا هو مجرد مدينة فاضلة متخيلة في الأحلام، إنه هو ذلك الوطن الذي نحلم به ونريده !!*
*▪️الوطن الذي نريده أيضاً ذلك كنا نحلم به في شبابنا والذي ما يزال شباب اليوم يحلمون به أيضاً، وتنتظره الأجيال القادمة، وطن واحد حر أبناؤه جميعاً أحرار متساوون في المواطنة وفي فرص العمل وفي الحقوق والواجبات، وطن السلطة فيه للدستور والقانون جنوده يحرسون حدوده والوزراء فيه متخصصون مستقلون تسهل لهم ممارسة خبراتهم وتسهل محاسبتهم وطن الأمن العام فيه لإشاعة الطمأنينة وتنظيم المرور، وطن قوي فالضعف يغري الطامعين ويسيل لعابهم والقوة التي نتمناها لهذا الوطن الذي نريده هي قوة العقل والوعي والأخلاق والقانون وليست قوة التآمر وتكديس الأسلحة، وطن لا يعيش وحيداً منفصلاً بل يكون جزءاً من أمة كبيرة مهابة متقدمة موحدة الأهداف والمواقف وليس شريحة ساقطة من كيان مهلهل متفسخ لا يحمي صديقاً ولا يخيف عدواً ولا يحظى بأدنى إحترام !!*
*▪️نريد وطناً يؤثر ولا يتاثر، قوياً عادلاً بين أفراد شعبه، يُحترم فيه الإنسان ويوفر حياة مستقرة للمواطن، لا أن يجبر في البحث عن وطن بديل حين تسد كل الطرق بوجهه بأحجار اللصوص والمزورين والمرتشين والمتحالفين ضد الوطن والمواطن !!*
*▪️نريد وطن نحيا له ونعلو به، لا وطن نموت من أجله كي يتسيده القتلة واللصوص والمرتزقة بائعي الأوطان، وطن يجب أن يعمل الجميع على تكوينه وإيجاده، وأن نكون حريصين على الإنتماء والولاء والتفاني في حبه والإخلاص له !!*
*▪️خاتمة .. نحنُ لا نريد وطن يقسو على أبنائه .. ولا نريد وطن يحكمه اللصوص و يقوده أوغاد السياسة، و منتهكي قوانينه، وباسطي أراضيه، وقلاعه ..الخ، نريد وطن يحقق السعادة والعدالة الأجتماعية للجميع .. و هذا ما نسعى معاً لتحقيقه قريباً بإذن اللَّه !!*