بمجرد بيان صحفي استطاع حلف قبائل حضرموت الذي أعلن قبل يومين اعلان قيام (حكم ذاتي )أن يجبر الأحزاب والدول الاقليمية ان تهرع سريعا الى مقره في سيئون طالبة رضاه وخاطبة ودّه، وساعية لفرملته وافشاله، وأول هؤلاء المهرولون كان محافظ المحافظة، ونحن نعرف من يمثل المحافظ إقليما.
الحلف الحضرمي لم يعلن قيام دولة مستقلة، بل بالكاد اعلن عن قيام حكم ذاتي لمحافظته( بيان يحتمل النجاح الفشل)لا يهم، ومع ذلك هناك ما هو اهم من نجاحه وفشله، فقد أحدث هلعٍ لدى القوى المحلية والإقليمية التي تنهب ثروات حضرموت ورأت فيه خطرا حقيقيا يتشكل على مصالحها يجب احتوائه، ولئلا يُحتذى به ويذهب إلى أبعد من ذلك وتطير الدجاج ببيضها الذهبي..فظهرت هذه القوى مجتمعة بكل ما تمتلكه من هيلمان السطوة والمال بأضعف حالاتها، فإن للصوص قلوب ترتجف أمام المسروق وإن تظاهروا بعكس ذلك.
قد لا يتحقق لحضرموت مطالب انشاء دولة ،ولا حتى حكما ذاتيا محليا في قادم الأيام ولكن من المؤكد أن هذا الإعلان حدثا مهما جرى في غمرة صراع إقليمي ودولي ومحلي على هذه المحافظة الدسمة، يمكن النظر إليه من زاويتين:
- قرارا شجاعا استطاع تحريك المياه الراكدة في مسألة حضرموت المنهوبة وربما في الجنوب وفي الشمال أيضا،فبرغم العصا والجزرة السعودية واليمنية إلا أنه يمثل تمردا جريئا على الخوف من العصا الإقليمي والدولي والمحلي و رفضا شجاعا للإغراءات السخية ،حتى -الآن على الأقل-.
- ان من يخلص لقضيته حقا،ويمتلك إرادة حقيقية في اتخاذ القرار الخادم لها ( بعبدا عن الأنانية وعن البحث عن المجد الشخصي واللهث وراء الثروة والوجاهة )'حتى وإن رأى في ذلك القرار مجازفة وصعوبة فهو بالتأكيد يستطيع أن ينتزع حقه ويثبت حضوره ويتقدم خطوات الى الأمام.، ف الجُرأة باتخاذ القرار دون التهيب والخوف هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الهدف الأسمى، والعكس صحيح أي التردد والفساد بالقدرة على اتخاذ القرار وعدم امتلاك القرار والسيادة لا يبقيك فقط تراوح مكانك بالجمود والتآكل والاستهجان، بل يشطبك انت وقضيتك شطبا كاملا من الخارطة ويسقطك من عيون شركائك، ناهيك عن أعدائك، ومن كل حساباتهم.
وقديما قال المتنبي :
( إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةً× فإن فساد الرأي أن تترددا).
*صلاح السقلدي